المقدمة
عندما أعلنت كونامي لأول مرة عن نيتها إعادة صنع Metal Gear Solid 3: Snake Eater، بصراحة كنت متوتر. هذا الجزء بالنسبة لكثير من اللاعبين ليس مجرد لعبة تخفٍ عادية، بل يعتبر من أقدس وأقوى التجارب في تاريخ الألعاب، لأنه يجمع بين ميكانيكيات التسلل الممتازة وقصة عاطفية من أعمق ما قُدم في الصناعة.
والسؤال الآن بعد صدور النسخة الجديدة: هل نجحوا في المهمة؟.. الإجابة: إلى حدٍ كبير، نعم.
المظهر والأجواء
أول ما يلفت النظر هو الجمال المبهر بفضل محرك Unreal Engine 5. الغابة تبدو وكأنها حية: الطين يلمع بعد المطر، الأعشاب تتحرك بواقعية مع الرياح، وتشعر برطوبة الجو وكأنك داخل الأدغال. شخصيات اللعبة أعيد بناؤها بتفاصيل عالية، من سنيك إلى بقية الطاقم. لكن أحياناً، بعض الوجوه مثل The Boss أو Ocelot تدخل في منطقة “الوادي الغريب” (Uncanny Valley) فتعطي إحساساً غير مريح. المشهد العام رائع، لكنه ليس مثالياً دائماً.
من الناحية العملية، أعطتنا كونامي خيارين للتحكم:
• النمط الكلاسيكي (Legacy) لمحبي التجربة الأصلية.
• النمط الحديث (New Style) بحركات أكثر سلاسة، مشي منخفض (crouch walking)، وتبديل أوضاع أفضل.
شخصياً أعجبتني المرونة الجديدة، لكن سنيك ما زال يتحرك أبطأ مما أتمناه. إذا اعتدت على ألعاب التسلل الحديثة السريعة، ستشعر أحياناً أن الإيقاع بطيء عمداً.. لكن هذه جزء من هوية اللعبة.
اللُب ما زال كما هو: الصيد من أجل الطعام، معالجة الإصابات، تغيير التمويه (camo)، والتسلل الحذر بين خطوط العدو. وبالطبع، المواجهات الأسطورية مع الزعماء لا تزال تضرب بنفس القوة، خصوصاً القتال مع The End.
القصة والأجواء السينمائية
الخبر الجيد أن القصة لم يمسّها أحد. كل سطر حوار، كل لحظة عاطفية، كل نغمة موسيقية، بقيت كما هي. والموسيقى التصويرية ما زالت أسطورية. مشهد السلم مع أغنية Snake Eater المسجلة حديثاً جعلني أشعر بالقشعريرة وكدت أبكي.
هناك إضافات ممتعة مثل: وضع التصوير (Photo Mode)، أزياء تمويه إضافية، وألعاب جانبية خاصة بكل منصة. إذا لم تلعب النسخة الأصلية من قبل، فأنت مقبل على تجربة استثنائية. هذه ليست مجرد قصة عسكرية، بل قصة الأصل لكل سلسلة Metal Gear، وأحد أكثر القصص الإنسانية والعاطفية في تاريخ الألعاب.
تلعب بشخصية Naked Snake، المُرسَل إلى عمق الغابة السوفيتية خلال الحرب الباردة. مهمتك تبدو بسيطة: إنقاذ عالم منشق وإيقاف سلاح جديد. لكن منذ البداية، تحدث الصدمة… المعلمة والقدوة The Boss، التي يحترمها سنيك أكثر من أي شخص آخر، تنشق إلى صف العدو. من هنا تبدأ رحلة عن الخيانة، الولاء، والسياسة، وما معنى أن تكون جندياً حقاً.
الرسومات
الغابة على الحاسوب تبدو مبهرة. عند رفع الإعدادات لأقصى حد، كثافة النباتات وتأثيرات الإضاءة تجعل المشهد ينبض بالحياة. رؤية سنيك وهو يزحف في الطين أو يندمج مع العشب الطويل باستخدام التمويه المناسب تجربة بصرية رائعة.
الأداء التقني
إصدار الحاسوب يقدم أداء جيداً بشكل عام. على بطاقة رسومات متوسطة أو قوية ستحصل على معدل إطارات مستقر بحد اعلى يصل الى٦٠ اطار، وهناك دعم كامل للماوس ولوحة المفاتيح (لكن بصراحة، اللعب بيد التحكم يعطي إحساساً أفضل).
هناك بعض التقطعات الطفيفة عند الانتقال بين المناطق، أمر محبط كون اللعبة مقفولة على ٦٠ إطار في الثانية مع عدم دعم شاشات Ultrawide وغلق خاصية توليد الاطارات وجعلها مخفية ضمن ملفات اللعبة.
* تمت مراجعة اللعبة على PC بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.
الإيجابيات
- القصة ما زالت قوية وتُعتبر من الأفضل في السلسلة.
- رسوميات مذهلة وأجواء غابة واقعية.
- أسلوب التسلل سلس وتحكم محدث.
- عناصر البقاء (الأكل، العلاج، التمويه) تضيف عمقاً وتوتراً.
- معارك الزعماء الأيقونية ما زالت ملحمية.
السلبيات
- الإيقاع أبطأ مما اعتاد عليه اللاعبون اليوم.
- الوفاء المفرط للأصل قد يجعلها قديمة الطابع بالنسبة للجدد.
Metal Gear Solid Δ: Snake Eater ليست إعادة تخيل جذرية، بل إعادة صنع محترمة وحذرة. كونامي لم تجرؤ على العبث برؤية كوجيما الأصلية، وهذا بالنسبة لعشاق السلسلة نعمة حقيقية. أما اللاعبون الجدد فقد يشعرون أن الإيقاع والميكانيكيات التي تخص العاب التخفي قديمة مقارنة بألعاب هذا الزمن.
ومع ذلك، إن كنت تحب Metal Gear أو تبحث عن تجربة قصصية لا تنسى، فهذا الريميك يستحق أن تلعبه. إنها فرصة لإعادة عيش واحدة من أعظم قصص الألعاب بلمسة بصرية جديدة.
