المقدمة
مع الإعلان عن اللعبة، انقسم مجتمع اللاعبين بين متحمس لها وبين من خابت آماله، خاصة بعد وضع شخصية أنثى بدلًا من ذكر وبدء قصة جديدة كليًا. وكانت هناك الكثير من الشكوك حول أن اللعبة لن تحقق ذاك النجاح المبهر، وستكون مجرد توسعة للعبة الأصلية.
لكن مع تجربتها، تغيّر كل شيء؛ اللعبة فاقت التوقعات وقدمت تجربة مميزة تُعد ربما من أفضل ألعاب هذا الجيل لما احتوته من تغييرات وتحديثات كثيرة.
القصة
القصة تبدأ في ليلة مظلمة، حيث هاجم سايتو ورجاله منزل كينغو صانع السيوف وقتلوه هو وزوجته وأبناءه. وبعد أن أحرقوا الشجرة الكبيرة ذات الأوراق الصفراء وحاولوا قتل الذئبة الصغيرة “أتسو”، خرجت من الموت بأعجوبة نادرة، لتُكرّس حياتها للانتقام لعائلتها من ستة “يوتيه” الذين دمروا حياتها. خرجت من “إيزو” لتجوب اليابان وتقاتل، وعادت بعد 16 سنة من تلك الليلة محمّلة بروح “الأونريو” الراغبة بالانتقام وقتل كل من كان موجودًا في تلك الليلة الأليمة، كاتبة أسماء الأفعى، والأوني، والكتيسون، والتنين، والعنكبوت، والسيد سايتو على وشاح ترتديه على خصرها ليعرف الجميع وجهتها.
ومن هنا تبدأ رحلة “أتسو” في تعقب الستة يوتيه والحصول على معلومات تفيد بأماكن تواجدهم وما يفعلون، وستتعاون مع السكان والساموراي والمحاربين لمحاربتهم في جزيرة “إيزو” الرائعة وتحت ظلال جبل “يوتيه” العملاق… لكن المهمة ليست بتلك السهولة، فستواجه الكثير من المصاعب وتصطدم بأشخاص تهتم لأمرهم وتصبح حياتهم على المحك بسبب رحلتها الانتقامية. استعدوا لخوض قصة رائعة مليئة بالحوارات والشخصيات المؤثرة والأحداث الصعبة التي تجعلك تحبس الأنفاس.
قدمت اللعبة قصة انتقام رائعة بُنيت بشكل جيد جدًا وسُردت بأسلوب مميز فاق قصة “شبح تسوشيما” من ناحية الشخصيات والحوارات وبناء القصة، ومع بعض الهفوات والملاحظات البسيطة إلا أنها ظلت قصة رائعة ومؤثرة. واختيار شخصية “أتسو” منطقي ولم يؤثر على جودة اللعبة أو القصة، بخلاف الألعاب الأخرى التي تقدم شخصيات أنثوية فقط لأجل الإضافة لا لبناء القصة حولها.
كما جسدت القصة اليابان في تلك الحقبة من الزمن بما فيها من ألم ووحشية وصراع مستمر أثر في حياة الناس ودمرها بدقة رائعة جعلتنا نعيش واقعها المؤلم.
الشخصيات
الشخصيات التي ستلتقيها خلال رحلتك بعضها رائع، والآخر جيد أو ممتع، لكنها جميعًا أثّرت وصقلت الشخصية النهائية لأتسو وساهمت في تطويرها. ويمكن ملاحظة تطور شخصية أتسو خلال اللعبة ومن خلال أحداث معينة أثرت فيها وحولتها من شيء إلى آخر، وإن كان بسرعة بعض الشيء لكنه بالمجمل منطقي وجيد.
أسلوب اللعب
نتحدث هنا عن تغيير نوعي مميز في أسلوب اللعب، من تنوع الأسلحة وزيادة التحدي والصعوبة إلى عالم مفتوح مليء بالأنشطة والمهام الجانبية والاستكشاف. استبدلت اللعبة أساليب استخدام الكاتانا ضد الأعداء بأسلحة جديدة جعلت التجربة مختلفة ورائعة عن جزء تسوشيما. كما أن مهام الحصول على هذه الأسلحة مشوقة وممتعة جدًا.
تمتلك بالمجمل قوسين وثلاثة سيوف ورمحًا وبندقيتين وسلاح “الكوساريغاما” (وهو منجل أو مخلب)، ولكل واحد من هذه الأسلحة أسلوبه الخاص والأعداء المناسبين لاستخدامه ضدهم، إضافة إلى شجرة تطوير خاصة بكل سلاح أو أسلوب. هذا أمر مميز لمحبي التنويع والاستفادة القصوى من الأسلحة. كما أضافت اللعبة ضربة قوية لنزع السلاح من العدو لتتمكن من توجيه ضربات مميتة، وتظهر فائدتها أكثر مع الزعماء الذين يشكلون تحديًا صعبًا.
أيضًا من المميز توزيع مهام الحصول على الأسلحة والأساليب في المناطق المختلفة وخلال القصة. أما أسلوب التخفي فبتطويراته البسيطة جعل تجربة التخفي حابسة للأنفاس أكثر.
المنازلات والمبارزات مختلفة بعض الشيء، خاصة أن أعداءك سيستخدمون أكثر من سلاح لمواجهتك.
الأسلحة
• نصل الذئبة (الكاتانا الخاصة بك): السلاح الرئيسي الذي ستستخدمه في غالب الوقت، خاصة عند قتال الزعماء.
• الكاتانا المزدوج: أسلوب تعلمه باستخدام سيفين لمواجهة الأعداء الذين يحملون رماحًا، سريع وقوي جدًا.
• الياري: رمح ذو مدى بعيد فعال جدًا ضد أسلحة المناجل والكوساريغاما.
• الكوساريغاما: منجل متصل بثقل يُتيح هجمات فعالة ضد الدروع ويمكن تطويره للاغتيالات من مسافات.
• أوداتشي: سيف عملاق ثقيل فعال ضد الأعداء الكبار.
• تانيغاشيما: بندقية بعيدة المدى بأنواع مختلفة من الرصاص.
• يومي: قوس ضخم بعيد المدى لكسر الدروع وقتل الأعداء المدرعين.
• هانكيو: قوس عادي لاستخدام الهجمات النارية أو السامة.
• القنابل: منها الحارقة والمسببة للعمى والدخانية للتشتيت والهروب.
• الكوناي: شفرات حادة تُطلق على الخصوم بأسلوب النينجا.
• ميتسوبوشي: دخان يُطلق في وجه الخصم لتشتيته قبل ضربة قوية.
• تانزوتسي: مسدس سريع الهجوم للأعداء القريبين.
عالم اللعبة والاستكشاف
عالم اللعبة جميل ومليء بالأنشطة والاستكشاف، مما جعل التجربة مميزة وآسرة للنفس. يمكنك قضاء وقتك في تطوير قدراتك وإنجاز المهمات في عالم واسع وحيوي.. ومن الجدير بالذكر أن “شبح يوتيه” بدأت بعد “شبح تسوشيما” ليس فقط بالأحداث، بل أيضًا بالمهارات؛ إذ إن “أتسو” امتلكت مهارات “جين ساكاي” وطورتها.
الرسوميات والأداء التقني
قدمت اللعبة رسوميات مذهلة وتفاصيل دقيقة وبيئات خلابة جعلتها تحفة بصرية بكل المقاييس، مع أداء تقني ثابت ومستقر جعل التجربة متكاملة ورائعة.
تقنيات الـ DualSense
استغلت اللعبة تقنيات وحدة التحكم بشكل رائع وإبداعي، سواء في الأصوات أو الاهتزازات أو الـAdaptive Triggers مع استخدام السهام والبنادق.
كما استُخدم الـTouchpad في تحديد اتجاه الرياح والرسم وإشعال النار، إضافة إلى تحريك وحدة التحكم لصهر الحديد أو شوي الطعام، مما جعل التجربة فريدة وقابلة للإدمان.
الأداء الصوتي والموسيقى
الأداء الصوتي الياباني كان ممتازًا ومناسبًا للأجواء، والموسيقى مؤثرة جدًا ومتناسقة مع الأحداث، مما جعل التجربة غامرة ومليئة بالمشاعر.
* تمت مراجعة اللعبة على PlayStation 5 بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.
الإيجابيات
- أسلوب لعب رائع ومتنوع ومتقدم عن الجزء السابق.
- قتال زعماء مميز ومليء بالحماس.
- قصة مؤثرة أصلحت ما أخفقت فيه "شبح تسوشيما".
- شخصية رئيسية مميزة.
- دعم ممتاز للغة العربية.
- طرق استكشاف مبتكرة وممتعة.
- موسيقى وأداء صوتي متقن جدًا.
- بيئات خلابة وتصميم بصري مبهر.
- استغلال رائع لقدرات الـDualSense.
- عالم واسع ومليء بالأنشطة.
- تنوع الأسلحة وأساليب القتال والتخفي.
- مهام الأساطير وصائدي الجوائز ممتعة وتحدٍّ قوي.
السلبيات
- تأخر ظهور ميزة الشبح واغتيال القادة.
- بعض التسارع في تطور شخصية أتسو.
فاقت لعبة “شبح يوتيه” التوقعات، وأسكتت من ظنّوا أن السلسلة ستفقد هويتها. قدمت تجربة متكاملة من حيث أسلوب اللعب، العالم المميز، القصة، واستغلال قدرات DualSense، لتصبح واحدة من أفضل ألعاب هذا الجيل ومنافسًا قويًا على لقب “لعبة السنة”.