عن الاستوديو 

لعبة Deliver at All Costs هي أولى عناوين Studio Far Out Games، استوديو إندي سويدي نشأ من مشروع جامعي عام 2021. مقرّه في غوتنبرغ، وقد نال الفريق المكون من اثني عشر مطورًا اهتمامًا واسعًا بعد عرضه الناجح على شركة Konami (كونامي) في سان فرانسيسكو، مما أتاح لهم صفقة نشر مع عملاق الصناعة. هذا الصعود السريع من تعاون طلابي إلى شراكة مع كبرى الشركات يعكس جرأتهم، وDeliver at All Costs هو دليل حي على رؤيتهم الجريئة.

المقدمة:

تقع أحداث اللعبة في مدينة Riverville (ريفيرفيل)، الخيالية في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1959، وتجمع بين الأسلوب (retro) واللعب الفوضوي. نأخذ دور Winston Green (وينستون غرين)، سائق توصيل منفعل وحاد الطباع يعمل كعامل توصيل في شركة تضع الربح فوق سلامة العالم . ما يميّز اللعبة هو التدمير الحرفي: إذ يمكن تدمير كل شيء تقريبًا—سيارات، مبانٍ، حتى المارة—في سبيل تحقيق هدف التسليم. بينما تبدو الفكرة بداية ككوميديًا سوداء ضد الجشع المؤسسي، تنقلب الحبكة نحو الخيال العلمي وسفر عبر الزمن والمؤامرات.

القصة:

تنطلق القصة في عام 1959 مع وينستون، مهندس الصواريخ ذو الماضي الغام المفصول الذي تحول إلى سائق توصيل باحثًا عن عمل حتى يكمل مشاريعه . يعمل لدى شركة We Deliver (وي ديلفر) الفاسدة أخلاقيًا، وتبدأ مهماته ببساطة: سلّم الطرود بأي ثمن. في المراحل الأولى، تسخر اللعبة من عبثية الرأسمالية بمهمات مثل نقل قنبلة ذرية وهي قابلة للانفجار والشرطة والحشود تطارده. لكن سرعان ما تنزلق الأحداث إلى عالم الخيال العلمي، حين يكشف وينستون مؤامرات تسلط ضوءًا على كائنات فضائية وتلاعبٍ بالزمن.

تعكس البيئة الخمسينية مرصّعة بموسيقى الجاز (jazz) وإعلانات إذاعية قديمة،والوان العالم و ملابسهم تولد جوا جميلا يجعلك تعيش فيه. رغم أن الفصول الأولى تتألّق بروح الدعابة والكوميديا، فإن التحوّل المفاجئ إلى غزوٍ فضائي وحلقات زمنية يضعف السياق ويجعل اللعبة اكثر جدية. يبقي المعلّق بصوته الذكي الجو دائما متوازنا بين الكوميديا والجدية، لكن السرد احيانا يجعل السياق صعب الفهم. 

الأداء الفني والتقني

على الحواسيب الشخصية، تقدم اللعبة سلاسة لعب واطارات ممتازة حتى أثناء انفجارات واسعة النطاق. يظل معدل الإطارات مستقرًا على الإعدادات العالية، رغم تراجع طفيف أحيانًا خلال مطاردات فوضوية أو تفاعل شخصيات عديدة. أوقات التحميل قصيرة بفضل التقنيات التي في  SSD/NVMe لكنها يضل مملا طويلا ( بعض الثواني ) ، لكن التنقل المتكرر بين الشاشات قد يقطع انسيابية اللعب. تظهر بعض الأخطاء الطفيفة في اللعبة . كظهور المتأخر للتسكجر والخامات  (texture pop-in) أو أخطاء الفيزياء (physics bugs) مثل طيارنك بشكل غير طبيعي لكنها نادرًا ما تعيق التجربة.

الدقة والتفاصيل الرسومية

تدعم Deliver at All Costs دقات مرنة تناسب مختلف نسب العرض والشاشة، مع خيارات تخصيص رسومية محدودة. التأثيرات المرئية—انهيارات المباني وسُحُب الأنقاض المتطايرة—عالية الوضوح، لكن النماذج منخفضة التفاصيل أحيانًا في الخلفيات البعيدة. البيئات القابلة للتدمير هي النقطة الأبرز، رغم تكرار الخامات (textures) على واجهات المحلات تجعل العالم بعض الاحيان مملا .

آليات اللعب

We Deliver (وي ديلفر)، حيث تختار سيارتك ثم تتلقى مهمات عبر الراديو. تبدو المهمات المبكرة متكررة: انطلق، دمّر العقبات، سلّم، وكرر. لكن مع الوصول للفصل الثالث، تظهر أهداف متنوعة مثل عبور ثوران بركان أو الهروب من قصف مدفعي، فتكسر رتابة الروتين.

تأتي الكاميرا بنمط الايزو مترك (isometric)، وهو اختيار غير تقليدي لكنه ينجح في إبراز الفوضى البيئية والمعارك. الاستجابة السريعة للتحكم مرضية، رغم أحيانٍ تتشوش فيها رؤية المخاطر أثناء المنعطفات أو تقليب السيارة. والمتعة الحقيقية تكمن في التدمير الغير محدود:يمكنك تقريبا تدمير اي شيء في اللعبة من المباني الى السيارات الى الاشخاص ( لكن حذاري منهم قد يطاردوك بالاسلحة او ايديهم ليدمروا سيارتك) ، وإن افتقدت اللعبة نظام تخصيص السيارات عدا بعض الامور التجميلية او التي تساعدك بعض الشيء لكن اتمنى بالاجزاء القادمة ان يكون الموضوع افضل من هذه الناحية .

تنوع المهمات

تتفوّق اللعبة في تصميم المهام الإبداعي: تسليم قنابل ذرية، بالونات طائرة، أو بطيخ فاسد يضيف نكهة خاصة. سيناريوهات فريدة مثل تسلّق بركان أو النجاة من القصف او ملاحقات الناس تزيد التجربة تنوعًا،

بينما تساهم المهام الجانبية (إدارة الأحياء أو حل الألغاز البيئية) في تغيير الجو وعدم الرتابة في اللعبة . لكن المشكلة ان بعد الساعات الاولى للعب تفقد اللعبة بريقها بسبب الحوارات والمهام المتكررة لكن يحتاجلك بعض الصبر حتى تبدي تفهم تفاصيلها اكثر . 

تم الحصول على نسخة المراجعة من قبل الناشر وتم مراجعتها على Steam\PC