المقدمة
هي لعبة محاكاة حياة تعرض يوميات طالب في سنته الثالثة والأخيرة في الجامعة، وتشبه في أسلوبها ألعابًا مثل Two Point Campus. لكن… هل تستحق التجربة فعلًا في الوقت الحالي؟ للأسف أتمنى لو كانت الإجابة نعم، غير أن اللعبة صدرت بحالة سيئة للغاية. وربما كان من الممكن تقبّل ذلك لو أنها أُطلقت كنسخة وصول مبكر (Early Access) أو في مرحلة تجريبية، بدلًا من التسرع وإصدارها مباشرةً كنسخة كاملة.
أسلوب اللعب
تضعك Campus Life في دور طالب جامعي بسنة التخرج، وتمنحك حرية واسعة في كيفية إدارة وقتك وحياتك اليومية. اللعبة لا تُلزمك بحضور جميع الحصص أو التمارين في مواعيدها؛ يمكنك اختيار التركيز على بعض المواد ودراسة البقية لاحقًا في غرفتك أو داخل المكتبة. لكن حتى هنا تظهر بعض المشاكل، مثل وجود طالب دائمًا يجلس في المكان المخصص للدراسة في غرفتك، مما يعيق التجربة.
اللعبة تقدم مجموعة من الإحصائيات التي يفترض بك متابعتها مثل العطش والجوع والنظافة الشخصية. فعليك الأكل والشرب بانتظام كي لا يغمى عليك، والاعتناء بنظافتك عبر الاستحمام وغسل الأسنان للحفاظ على العلاقات الاجتماعية. المشكلة أن انخفاض هذه الإحصائيات بالكاد يترك أثرًا ملموسًا على اللعب، خصوصًا جانب النظافة الذي لا يبدو مؤثرًا إطلاقًا.
من الناحية المالية، عليك تسديد تكاليف الدراسة في بداية كل أسبوع. لتحقيق ذلك، يجب أن تعمل في وظائف بدوام جزئي مثل موظف في مقهى، أو مساعد في كافتيريا الجامعة، أو القيام بأعمال بسيطة مثل توزيع الملصقات أو تنظيف الأرضية. وإذا لم يتوفر لديك المبلغ الكافي، تضعك اللعبة أمام خيارين: إما الحصول على قرض، أو إنهاء اللعبة وإعادة التجربة من البداية. هناك أيضًا فعاليات إضافية تُفتح مع تقدمك وفتح مهارات جديدة، لكنها محدودة.
أما نظام الدراسة والامتحانات، فقد قُدِّم على شكل ألعاب مصغّرة تتناسب مع طبيعة كل مادة. الفكرة جيدة مبدئيًا لكنها تصبح مكررة بسرعة مع مرور الوقت. المشكلة الأكبر أن كثيرًا من الفعاليات التي يفترض أن تُضاف إلى روتينك اليومي لا تعمل كما ينبغي؛ أحيانًا تطلب منك اللعبة الذهاب لمكان أو شخص محدد، لكنك لا تجد أي شيء هناك.
العلاقات الاجتماعية عنصر مهم في اللعبة، حيث يمكنك التفاعل مع الأصدقاء وزيادة مستوى علاقتك بهم من خلال المحادثات أو الخروج لتناول الطعام. لكن هذا النظام يعاني من خلل واضح؛ فخيارات مثل “التسكع مع صديقك” غير متوفرة في بعض الأحيان رغم أن اللعبة تقترح عليك قضاء الوقت معه، مما يجعل التجربة ناقصة.
كل فصل دراسي مقسم إلى عدة أسابيع، لكن اللعبة لا توضح متى ينتهي الفصل، وحتى لو أنهيت جميع المواد المطلوبة مبكرًا، لا يمكنك الانتقال للفصل الثاني إلا بعد مرور الأسابيع المتبقية. هذا يجعل التجربة مكررة ومملة مع الوقت، خاصة أن معظم الفعاليات الجانبية غير مفعّلة أو تعاني من مشاكل تقنية.
المشاكل التقنية والأداء
نظام التوجيه الذي من المفترض أن يساعدك على معرفة الطريق أو الوجهة كان أقرب إلى كابوس، حيث لم يعمل بشكل صحيح ولو لمرة. الأداء بدوره سيئ، فاللعبة تعاني من تقطعات ملحوظة خصوصًا عند ازدحام المكان بالشخصيات. الأسوأ أن ملفات الحفظ أحيانًا تُحمِّلك العالم ناقصًا، حيث تختفي الشخصيات أو حتى الأغراض التي من المفترض أن تملأ البيئة، مما يجعل الاستمرار صعبًا جدًا.
* تمت مراجعة اللعبة على PC بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.
الإيجابيات
- فكرة اللعبة مميزة بمحاكاة الحياة الجامعية.
- نظام مالي يُجبر اللاعب على التفكير والعمل لتسديد تكاليف الدراسة.
- حرية إدارة الوقت بين الدراسة، العمل، والأنشطة الاجتماعية.
- وجود ميني كيمز (ألعاب مصغرة) في الدروس والامتحانات يعطي تنوع في البداية.
- وجود نظام علاقات اجتماعية يضيف ارتباطاً خاص بالشخصيات.
السلبيات
- غياب الوضوح في نظام الفصول الدراسية، ما يؤدي إلى الملل بعد إنهاء المواد مبكرًا.
- أداء ضعيف مليء بهبوط الاطارات، خصوصًا مع كثرة الشخصيات والتنقل السريع بالدراجة.
- نظام التوجيه شبه معطّل، ولا يساعد اللاعب إطلاقًا.
- مشاكل في ملفات الحفظ تؤدي لاختفاء الشخصيات والعناصر داخل العالم.
- نظام العلاقات الاجتماعية مليء بالأخطاء ولا يقدم التجربة التي يعد بها.
- الإحصائيات (الجوع، العطش، النظافة وغيرها) لا تؤثر فعليًا على مجريات اللعب من حيث تأثيرها على الشخصية في حال انعدامها وتعامل باقي الطلبة معك انما وضعت هذة الاحصائيات لتنفيذ فعاليات معينة او حضور الدروس.
- الكثير من الأنشطة لا تعمل أو ناقصة، مما يجعل التجربة متكررة ومحبطة.
لعبة Campus Life كانت تملك مقومات مثيرة لتقديم تجربة محاكاة جامعية ممتعة ومختلفة، لكنها للأسف وصلت إلى اللاعبين في حالة غير جاهزة إطلاقًا. المشاكل التقنية، والأنشطة غير المكتملة، والتكرار السريع جعلت التجربة محبطة رغم الفكرة الواعدة. في حال حصلت اللعبة على تحديثات وإصلاحات كبيرة قد يكون لها مستقبل جيد، لكن بالوضع الحالي يصعب التوصية بها.