المقدمة
جزء جديد آخر من سلسلة Call of Duty وتحديدًا سلسلة Black Ops، مليء بالمحتوى من حيث الملتي بلاير والزومبي، ممتع فعلًا في جوانب معيّنة، ومحبِط وواضحة عيوبه في جوانب أخرى، بالأخص طور القصة. تشعر أن Treyarch هذا العام راهنت بكل شيء على جوانب الزومبي واللعب أونلاين ونسيت جانبًا مميزًا دائمًا ما امتازت به السلسلة، وهو طور القصة. وعلى حسب أنت كلاعب: لماذا تشتري السلسلة كل سنة؟ إمّا أن ترى الرهان ناجحًا بقوة، أو فاشلًا تمامًا.
القصة
هنا تبدأ المشاكله، هذا هو الجزء الأكثر جدلًا بين اللاعبين. الحملة مبنية أساسًا على اللعب التعاوني (Co-op)، وهنا يظهر العيب الأكبر.. لو تلعبها وحدك، ستشعر أنها:
– فارغة وغريبة
– فوضوية في تقديم الأحداث
– والقصة تقفز بين المقاطع دون ترابط قوي
– بعض المهمات تحاول أن تكون “ستايلش” ومليئة بالمؤثرات والمشاهد الضخمة، لكن بدون وزن أو سرد محترم.
الكثير من اللاعبين لم يحبوا الحملة فعلًا، وليس مجرد مبالغة إنترنت. هي صاخبة، مجنونة بصريًا، لكن كقصة؟ ضعيفة. كما يوجد مشاكل إضافية مزعجة كـ: لا توجد نقاط حفظ وسط المهمة (No mid-mission checkpoints)، لا يمكنك إيقاف اللعبة (Pause) حتى لو كنت تلعب منفردًا، تصميم المهمات أقرب إلى “غرف/دنجنز صغيرة” أكثر من كونها رحلة قصة مترابطة.
لو كنت تنوي شراء اللعبة لأجل القصة فقط؟ الأفضل الانتظار أو تجنبها. المشكلة الكبرى في طور القصة أن الشخصية الرئيسية من المفترض أن ترافقها شخصيات أخرى تساعدك في المواجهات، لكن عند لعبه بشكل فردي لن ترى أي شخصية منهم معك، وتصبح اللعبة أصعب. وإلى الآن لا أعرف لماذا اللعبة بأكملها مبنية على الاتصال بالإنترنت؛ لا يمكنك لعب أي جزئية منها عند عدم توفر الاتصال، وحتى لو لعبت طور القصة فرديًا وتوقفت لعدة دقائق فستعتبرك اللعبة غير فعال وتطردك من الطور. بالإضافة إلى أن لاعبين آخرين قد يدخلون معك ويخربون المشاهد السينمائية.
طور الأونلاين (Multiplayer): أحسن شيء بهذا الإصدار
ويمكن أنه السبب الوحيد الذي يدفعك لشرائها من الأساس. طور الأونلاين هو نجم التجربة دون منافس.
الخرائط مصممة بشكل جميل، خصوصًا أن بعض أفضل خرائط السلسلة متواجدة مثل: Express، Hijacked، Raid، وطبعًا نجمة السلسلة Nuketown التي يجب أن تتواجد في كل أجزاء Black Ops. رتم اللعب سريع لكن غير فوضوي، وإحساس السلاح كلاسيكي بلاك أوبس: سريع، مباشر، ومرضٍ بشكل كبير.
الكثير من اللاعبين يعتبرونه أفضل طور أونلاين في السلسلة منذ Modern Warfare 2019. وبصراحة، هذه المقارنة ليست مبالغة. وشخصيًا أراه من أفضل أجزاء بلاك أوبس التي تمتاز بطابع سريع، ويمكنني اعتباره متساويًا في المتعة مع Black Ops 4. نظام البحث عن المباريات (Matchmaking) أقل شدة وتنافسية من المعتاد، وهذا شيء ممتاز للاعبين الـ casual. وActivision ألغت النظام المعروف باسم Skill-Based Matchmaking وجعلته خيارًا اختياريًا.
لكن أحيانًا تواجه لوبيات موزونة بشكل خاطئ: فريق قوي ومدمّر، وفريق آخر يتلقى شتى أنواع القتل والهزائم.
فلو كنت من النوع الذي يلعب COD فقط من أجل الأونلاين، فـ Black Ops 7 صفقة ناجحة جدًا لك.
طور الزومبي (Zombies): الأكثر تماسكًا
محبو الزومبي بنسبة كبيرة سيخرجون راضين. الطور هنا هو الأكثر اكتمالًا مقارنة بباقي أطوار اللعبة:
– أشياء كثيرة تعمل عليها وتطوّرها
– أماكن تستكشفها
– تجربة تحافظ على روح طور الزومبي الكلاسيكي
لا يقدم ثورة أو شيئًا جديدًا بالكامل، لكنه ثابت وقوي وممتع لعشّاق الطور.
طور Endgame: فكرة رهيبة… تطبيق متواضع
Black Ops 7 تقدم طورًا تعاونيًا جديدًا باسم Endgame، ينفتح بعد إنهاء طور القصة والمفترض أن يكون مكملًا للقصة، لكن أي شيء جديد لن يضيف لها الكثير. يمكن اعتباره خليطًا بين طور DMZ، طور الزومبي، وألعاب الـ extraction ذات الطابع الـ roguelite. عندما تسير الأمور بشكل جيد، يكون الطور ممتعًا ومشدود الأعصاب، ويمنحك شعور التوتر والحماس خلال محاولة الخروج بالغنيمة.
لكن عندما تسير الأمور بالعكس: يتكرر المحتوى بسرعة، يميل لأن يكون عقابيًا أكثر من اللازم، وخسارة التقدم بعد الموت تحبط الكثير من اللاعبين
هناك من أعجبه الطور، وهناك من يراه فكرة جيدة بتنفيذ يحتاج إلى تحسينات.
الانطباع العام والمشاكل التقنية
من الواضح أن اللعبة ضخمة من ناحية المحتوى، لكنها في الوقت نفسه غير متوازنة في الجودة بين طور وآخر:
• واجهة المستخدم (UI) مزدحمة ومشتتة
• تصميم الصوت أحيانًا يبدو “فارغًا” ولا يعطي ثقلًا للأسلحة والانفجارات
• مشاكل أداء مثل هبوط الفريمات وعدم ثبات اللعبة
• نظام التقدم المشترك بين جميع الأطوار يجعل الإحساس بينها متداخلًا لدرجة عدم تميّز كل طور عن الآخر
Treyarch حاولت ربط كل شيء ببعضه، وكأنها منظومة واحدة تجمع كل الأطوار، لكن النتيجة ليست دائمًا مريحة أو واضحة للاعب.
*تمت مراجعة اللعبة على منصة PlayStation 5 بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.
الإيجابيات
- التصويب ممتاز وسريع وملائم لطابع Black Ops الكلاسيكي.
- مجموعة الخرائط في طور الملتي بلاير ممتازة ومتنوعة، ما بين خرائط جديدة ذات تصميم ممتاز وعودة خرائط من أجزاء قديمة محبوبة ومطلوبة من اللاعبين.
- تم تحسين نظام الملتي بلاير ليناسب اللاعبين الاعتياديين ممن يبحثون عن جلسات لعب ممتعة بعيدًا عن المحترفين.
- طور الزومبي ممتاز بنوعيه الاعتيادي و Dead Ops Arcade مع الاعتماد على نظام الراوندز.
- نظام الحركة متقن، خصوصًا لمن يتقن استخدام Omni Movement بدقة.
السلبيات
- طور القصة مخيّب للآمال لعدة أسباب، أهمها اعتماده على الاتصال الدائم بالإنترنت وضعف الحبكة القصصية، خصوصًا وأن اللاعبين كانوا يتأملون طور قصة مكمّلًا للأحداث التي انتهت بها Black Ops 2.
- طور Endgame لا يلبّي الطموح ويفتقر إلى الغاية التي تدفع اللاعبين للاستثمار فيه أكثر، وبكل تأكيد هو أقل بكثير من بقية الألعاب الموجودة في الساحة حاليًا.
- كثرة الاعتماد على عناصر مُولَّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي مثل Calling Cards، التي لطالما تميزت السلسلة بجودة تصاميمها، أصبحت الآن بلا روح.
- أخطاء تقنية عديدة شملت كلًا من الأصوات وجودة الصورة.
- ضخامة المحتوى لا تعني دائمًا أن المنتج النهائي سيكون ممتازًا ما لم يتم تنفيذه واستغلاله بالشكل المطلوب.
- قوائم اللعبة مزعجة، وهذه مشكلة متراكمة منذ تضمين أجزاء اللعبة ضمن تطبيق Call of Duty HQ.
- نظام التقدم المشترك أحد أسوأ القرارات التي تم اعتمادها في هذا الإصدار.
قدمت Black Ops 7 تجربة ضخمة وممتعة في الملتي بلاير والزومبي، لكنها تسقط سقوطًا واضحًا في طور القصة وتُعَد من الأسوأ في تاريخ السلسلة بأكملها. اللعبة حاولت الربط بين جميع الأطوار بطريقة تقديم واحدة، لكنها فشلت من هذا الجانب، لأن الشعور الذي كان يميز كل طور عن الآخر اختفى تمامًا.
إذا كان الأونلاين وطور الزومبي ضمن قائمة اهتماماتك، فاللعبة ستكون مناسبة لك. أمّا إذا كنت تفكر في شرائها من أجل طور القصة فقط بينما الأطوار الأخرى ثانوية بالنسبة لك، فأنصحك بالابتعاد أو انتظار تخفيض، لأن طور القصة مخيب للآمال ولا يلبي تطلعات عشاق السلسلة.
