المقدمة
كنتُ آمل حقًا أن تصدر Ayasa: Shadow of Silence مع الامكانيات والتطلعات الكبيرة التي بنيتها، خصوصًا أن العروض التشويقية التي أوحت لنا جميعًا بأنها قد تكون الوريث الروحي للعبة Little Nightmares، وواحدة من الجواهر المخفية تمامًا كما فعلت Bramble: The Mountain King قبل عامين ونصف.. لكن ما حصلنا عليه في النهاية كان منتج بعيدًا جدًا عن ذلك؛ لعبة مليئة بالأخطاء التقنية التي تجعل بعض جزيئاتها شبه مستحيل التقدم فيها أو حتى إنهاؤها بشكل طبيعي ما لم تقم باعادة تحميل ملف الحفظ اكثر من مرة او تقوم بتجاوزها عن طريق الحظ.
القصة
تقع أحداث اللعبة في عالم يقوم على مبدأ الموازنة بين النور والظلام، حيث يمثّل كل جانب مجموعة من القيم والأخلاقيات مثل الأمل والإيمان من جهة، والجشع والخيانة من الجهة الأخرى. لكن هذا التوازن بدأ ينهار حين اجتاح الظلام أجزاء واسعة من العالم، فظهرت كائنات مرعبة وسيطرت الفوضى على كل مكان.
وسط هذا الانهيار، تبدأ رحلتنا مع فتاة صغيرة تُدعى Ayasa، تمثل آخر بصيص أمل متبقّي، والفرصة الوحيدة لاستعادة النور وإعادة التوازن إلى عالم يغرق في العتمة.
أسلوب اللعب
يرتكز أسلوب اللعب في Ayasa: Shadow of Silence بشكل أساسي على التسلل، إلى جانب عناصر قفز المنصات وبعض الألغاز البسيطة. لكن للأسف، هذه العناصر لم تُقدَم بالشكل الذي يخدم التجربة أو يرفع من مستواها.
التسلل : أضعف عناصر اللعبة
رغم أن اللعبة مليئة بالوحوش والمخاطر من الفخاخ وغيرها والكثير منها يعتمد على التنصل لعدم وجود القدرة على المواجهة إلا أن هذا الجانب يُعد من أضعف نقاطها لعدة أسباب:
– تصميم مراحل متواضع لا يساعد على خلق توتر أو تحدي حقيقي.
– ذكاء اصطناعي ضعيف للغاية يجعل تجاوز الأعداء أمرًا سهلًا لدرجة غير منطقية.
– أغلب الخسائر التي واجهتها لم تكن بسبب الأعداء، بل بسبب الكاميرا السيئة التي لا تتجاوب مع موقع الشخصية، وتترك Ayasa تبدو بعيدة أحيانًا أو تحجب الرؤية بالكامل في أحيان أخرى.
هذه النقاط مجتمعة تجعل عنصر التسلل مجرد فكرة غير مكتملة بدل أن يكون جوهر التجربة.
الألغاز : وجود شكلي فقط
لا توجد ألغاز فعلية في اللعبة باستثناء لغز واحد بالكاد يمكن اعتباره لغزًا. فهو يتمحور حول تحريك مجموعة صناديق ذات نقوش معينة إلى أماكن تطابق هذه النقوش. حتى هذا الجزء البسيط يعاني من مشكلة واضحة: عند جرّ الصناديق، فإنها لا تتحرك بحرية في جميع الاتجاهات، بل تتحرك فقط في الاتجاه المعاكس لنقطة الإمساك، مما يجعل العملية مرهقة وغير مُرضية.
قدرات Ayasa : أفكار غير مستغلة
تمتلك Ayasa مجموعة من القدرات التي كان من المفترض أن تضيف عمقًا لطريقة اللعب، لكنها للأسف لم تُستخدم بشكل فعال: القدرة على إعادة بعض الأشياء لحالتها الأصلية لفتح طريق أو إعادة بناء جزء منه. لكن هذه القدرة بلا قيمة تقريبًا، فحتى لو سقط الحطام فوقك فلن تتأذى Ayasa، وكأن خاصية الـ Collision غير مفعّلة أصلًا.
قدرة أخرى تساعد في التسلل وهي القدرة على إخفاء الشخصية والتحرك في الوقت نفسه، لكنها بلا جدوى لأن الأعداء من الاساس لا يشكّلون تهديدًا حقيقيًا، وتصميم المراحل يقدّم دائمًا طريقًا آمنًا لتجاوزهم دون تدخل.
التوجه الفني
تعتمد Ayasa: Shadow of Silence على أسلوب فني مظلم يعكس طبيعة العالم المنهار من حولك. يظهر هذا الاتجاه بوضوح في تصميم البيئات المشوهة، والمخلوقات الغريبة التي تجوب العالم، بالإضافة إلى طريقة توزيع الإضاءة التي تُبرز تباينًا قويًا بين مناطق النور والظلام، مما يمنح اللعبة أجواءً مقلقة ومتوترة طوال الوقت.
لكن رغم هذا الأسلوب البصري الجيد، تعاني اللعبة من ضعف واضح في المشاهد السينمائية. طريقة تحريك غير متقنة، وجودة الرسوم خلال المقاطع السردية أقل بكثير مما يُفترض أن يكون عليه في لعبة تعتمد على السرد البصري.
الصوت والموسيقى
تعاني اللعبة من مشاكل واضحة في الجانب الصوتي، أبرزها قلة تنوع المقاطع الموسيقية واعتمادها على إيقاع واحد طوال معظم فترات اللعب دون أي تغيّر يواكب الانتقال بين البيئات أو تطوّر الأحداث. كان من المفترض أن يتم تخصيص موسيقى مميزة لكل منطقة تعكس طابعها، لكن اللعبة تبقى على نفس الإحساس الموسيقي بشكل يضعف الاحساس والشعور المرافق للمنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر مشكلة تقنية مزعجة حين تستمر أصوات منطقة معيّنة بالعمل حتى بعد مغادرتها. أما أصوات الأعداء، فهي بدورها لا تضيف أي توتر أو رهبة، خصوصاً في لحظات المطاردات التي يفترض أن تكون من أكثر اللحظات إثارة وخوفاً، لكنها هنا تبدو باهتة ولا تنجح في بناء جو رعب فعلي.
الأداء التقني
تعاني اللعبة من أداء تقني ضعيف بشكل واضح؛ فلا توجد أي خيارات للتحكم بجودة الرسومات ، كما أن شاشات التحميل طويلة بشكل مزعج وتقطع إيقاع اللعب باستمرار. واجهتُ أيضاً توقفاً مفاجئاً للعبة منذ اللحظات الأولى، تحديداً بعد انتهاء المشهد السينمائي الافتتاحي.
إضافة إلى ذلك، تنتشر الأخطاء التقنية في كل مكان، بدءاً من خروج اللاعب بشكل كامل خارج حدود العالم ووصولاً إلى خروج الأعداء أنفسهم من المسار المخصص لهم مما يكسر التجربة بالكامل. كما تختفي أحياناً بعض المنصات والصناديق الأساسية المطلوبة لتجاوز أقسام معينة من اللعبة، وهو ما يجعل التقدم مستحيلاً دون إعادة تحميل ملف الحفظ أو إعادة تشغيل اللعبة.
* تمت مراجعة اللعبة على PC بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.
الإيجابيات
- تصميم الأعداء مميز ويحتوي على شيء من الإلهام من Little Nightmares.
- القصة غامضة وتثير الفضول، وتحتوي على نهايتين بناءً على قراراتك وتصرفاتك أثناء اللعب.
السلبيات
- كاميرا تحكم سيئة تعيق التحكم ومجال الرؤية.
- مشاكل تقنية لا تُعد ولا تُحصى.
- ذكاء اصطناعي متواضع.
- مشاهد سينمائية ذات جودة ضعيفة من حيث الرسومات.
- أسلوب اللعب وأفكاره لم تُطبّق بالشكل المطلوب.
- أزرار التحكم تعمل بشكل معكوس؛ فعلى سبيل المثال، عند تسلق سلم معين أو سحب شيء ما، تطلب اللعبة الضغط على زر R1 أو RB، بينما الزر الذي يقوم بهذه المهمة فعليًا هو L1 أو LB. وينطبق الأمر نفسه على زر الجري، الذي تشير التعليمات إلى أنه زر RB.
لعبة تحمل هوية مميزة وأفكارًا كانت قادرة على تقديم تجربة فريدة، لكنها تقع ضحية لقرارات تصميمية غريبة، وأسلوب لعب غير مصقول، إضافة إلى كم كبير من المشاكل التقنية التي تجعلنا نتساءل ما إذا كانت اللعبة قد خضعت فعلًا لاختبارات كافية قبل إصدارها. النتيجة النهائية كانت لعبة بحاجة الى العديد من التحسينات لتكون جاهزة للاطلاق.





