Memorem
المراجعات

مراجعة Memoreum

المقدمة

تُعد Memoreum لعبة رعب خيال علمي بتقنية الواقع الافتراضي (VR) تجمع بين الأكشن والأجواء المظلمة بطريقة مذهلة، وتنجح في نقل إحساس مشابه لألعاب مثل Dead Space من حيث التوتر، التصميم، وطبيعة العالم الغامض الذي تعيشه.

كل التقدير لفريق التطوير Patient 8 Games، فإذا كانت هذه هي أولى مشاريعهم وقد تمكنوا من تقديم لعبة بهذا المستوى الرائع تعمل بشكل مستقل على جهاز Meta Quest 3 بأداء ممتاز ورسومات مبهرة، فإنهم بلا شك نجحوا في لفت الأنظار وأثاروا فضولي لاعلى درجة تجاه مشاريعهم القادمة وكذلك تجاه نسخة الحاسب الشخصي القادمة عبر منصة Steam.

IMG 20251114 213235 469

القصة

تدور أحداث Memoreum في عام 2311 داخل مستعمرة فضائية تُعرف باسم UTC Century Dawn، والتي تمثل الملاذ الأخير للبشرية بعد أن دمّر وباء يُسمى Ichor كل أشكال الحياة على كوكب الأرض. تلعب بدور الدكتور Otto Hudson، وهو عالم يتم إيقاظه من سباته العميق بشكل غامض، لتبدأ معه رحلة مليئة بالأسئلة: لماذا تم إيقاظه الآن؟ ومن هو الشخص الغامض المسمى James Bunker؟ سرعان ما يكتشف أوتو أن السفينة لم تعد كما كانت.. فقد تفشى فيها الفيروس، وتحولت إلى مكان مليء بالمخلوقات المشوهة والمرعبة، بينما أصبحت أجزاء كثيرة من المستعمرة معطلة أو مدمّرة بفعل الوباء. خلال رحلتك، ستخوض مغامرة مثيرة مليئة بالغموض بحثًا عن أصل هذا الوباء، وما إن كان هناك علاج ممكن، وستحاول فهم صلة أوتو الشخصية بالأحداث، ومعرفة ما إذا كان هناك ناجون آخرون على متن السفينة إلى جانب الشخص المسمى جيمس.

القصة تدوم لأكثر من 10 ساعات، مليئة بالتشويق، الرعب، والاكتشافات التي تحافظ على فضولك وتدفعك للتحري أعمق في أسرار هذه الكارثة التي أدت الى جعل كوكب الارض غير صالح للعيش.

IMG 20251114 220211 554

 

أسلوب اللعب

يرتدي البطل البدلة الفضائية “Gaia Suit”، وهي عنصر محوري في أسلوب اللعب. تُظهر هذه البدلة مستوى الصحة من خلال لون يديك، وتعرض أيضًا كمية الذخيرة المتبقية للسلاح الذي تحمله. كما تتضمن البدلة حافظة للأغراض الأساسية وحقيبة ظهر لتخزين الأدوات الاحتياطية والأسلحة والمعدات الضرورية سواء للتقدّم في القصة أو لاستكشاف المناطق الجانبية. البدلة مزودة أيضًا بكشاف تلقائي يعمل فقط في الأماكن المظلمة، وهي لمسة تصميمية ذكية تعزز التوتر والرعب. عدم قدرتك على تشغيل الكشاف يدويًا قد يزعج البعض، لكن من وجهة نظر تصميمية فهو خيار ممتاز لأنه يمنع الاستخدام المفرط ويُبقي الضوء أداة توجيه سردية لا وسيلة دائمة للشعور بالأمان.

السلاح الرئيسي في اللعبة هو Chimera، عبارة عن Shotgun يمكن تحويله في محطات معينة إلى أنواع مختلفة من الأسلحة مثل الرشاش الآلي، مما يمنح القتال تنوعًا ومتعة فريدة. الفكرة هنا ذكية جدًا بدلًا من حمل أسلحة متعددة بأنواع ذخيرة مختلفة، يمكنك التحويل بين الأنواع بحرية مع استخدام رصاص واحد مشترك، ما يجعل نظام القتال أكثر سلاسة ومرونة.

تتيح اللعبة تطوير الأسلحة الثلاثة الرئيسية من حيث السعة وعدد الطلقات في كل مخزن، مما يشجع على إدارة الموارد بذكاء والاستفادة من الذخيرة الوفيرة المتواجدة في اللعبة. تحتوي حقيبتك على ثلاث خانات احتياطية يمكن الوصول إليها بسرعة لحمل العناصر الأساسية مثل القنابل والألغام والسرنجات وصناديق الذخيرة. بالإضافة إلى السلاح الرئيسي، هناك نوعان إضافيان من الأسلحة:

1. المسدس الكهربائي، أول سلاح تحصل عليه، بذخيرة غير محدودة، مفيد ضد الأعداء الثابتين أو لتفعيل الأجهزة وإعادة الطاقة لمناطق معينة.

2. الأسلحة النادرة (Exotic Weapons)، قوية جدًا لكن ذخيرتها محدودة ونادرة، وتُستخدم غالبًا ضد الزعماء أو الوحوش الأقوياء.

يمكنك حمل سلاح واحد فقط من هذا النوع، بينما تُرسل بقية الأسلحة تلقائيًا إلى المنطقة الآمنة (Safe Place)، ويمكنك تبديلها لاحقًا عبر روبوتات خاصة تظهر بين المناطق. ومع ذلك، تُعاني اللعبة من مشكلة واضحة في نظام الذخيرة لهذه الأسلحة إذ تنخفض كمية الذخيرة تلقائيًا عند الانتقال إلى منطقة جديدة، حتى لو كانت ممتلئة مسبقًا.

تُقدّم اللعبة قتالات زعماء ممتعة ومليئة بالتحدي تختلف عن القتال الاعتيادي.. تحتوي حقيبتك أيضًا على مجموعة أدوات تساعدك خلال رحلتك، مثل:

• مفك البراغي الكهربائي لفتح الأبواب المقفلة.

• مسدس اللهب لإذابة الأقفال المعدنية والعوائق.

• جهاز تتبّع التيار الكهربائي (أقل الأدوات استخدامًا لدرجة قد تنسى انه موجود أساساً ).

• جهاز فك الشفرات الذي يعمل عبر مزامنة الموجات لاستعادة الإشارة.

• جهاز المسح الميداني الذي يُظهر “Neural Profiles” للأشخاص الذين عاشوا على السفينة، مما يتيح لك الحصول على كلمات مرور لفتح الخزائن والمناطق الجانبية.

IMG 20251114 213204 140

تنتقل بين المناطق عبر محطات Tram التي تضم منطقة آمنة لتطوير الأسلحة، وحانة صغيرة يمكنك من خلالها شراء شرائح تعزيزية تُركب في حقيبتك وتمنحك قدرات مؤقتة، مثل درع متجدد كل 10 ثوانٍ أو زيادة نسبة الـNylum المكتسبة. ومع ذلك، لا يمكنك تفعيل أكثر من شريحة واحدة في الوقت نفسه.

داخل الحانة، ستقابل شخصية جانبية تطلب منك جمع زجاجات مشروبات كحولية مقابل مكافآت من الـNylum، والتي تُستخدم لتطوير الأسلحة أو شراء الذخيرة والعلاج من نقاط البيع المنتشرة في أنحاء السفينة. كما تمتلك غرفة خاصة تحتوي على خزائن مقفلة برموز، يمكن استخراج رموزها من الملفات العصبية (Neural Profiles) للأسماء المكتوبة عليها. من الملاحظ أن الخزائن تُغلق مجددًا بعد فترة من فتحها وتمنحك المكافآت نفسها عند إعادة فتحها. من غير الواضح ما إذا كانت هذه ميزة مقصودة لتشجيع الاستكشاف المتكرر أم خللًا تقنيًا في نظام الحفظ يمنع اللعبة من تسجيل حالة الخزائن المفتوحة.

وأخيرًا، من أبرز ما يميز Memoreum هو الإبداع في تصميم الأسلحة وطريقة إعادة التلقيم. كل سلاح يعاد تحميله بطريقة مفصلة وواقعية جدًا تمنحك إحساسًا فعليًا بثقل السلاح الذي تحمله.

المظهر الرسومي والصوتيات

قدّم استوديو Patient 8 Games مجهوداً محترم في الجانب البصري والصوتي، ليُبرز كيف يمكن لاجواء الخيال العلمي والرعب ان تغمرك في اجواء الواقع الافتراضي

من الناحية الرسومية، أبدع الفريق في توزيع الإضاءة وتصميم البيئات المتنوعة التي تعكس الاقسام الرئيسية للحياة الطبيعية داخل السفينة، خصوصًا عند استعراض المشاهد التي تُظهر ما حدث للطاقم أثناء فترة نوم البطل قبل بداية الأحداث مشاهد بشعة ومقرفة تُظهر حجم الكارثة التي ضربت السفينة وتصور الجانب المظلم للوباء الذي دمّرها. ورغم وجود بعض التفاصيل أو الأغراض التي تظهر بدقة منخفضة أحيانًا، إلا أن المظهر العام مبهر ويعكس جهدًا كبيرًا في بناء أجواء مرعبة. والأهم من ذلك أن الاستوديو لم يتخلَّ عن دعم نظارة Meta Quest 2، وهو أمر يستحق التقدير بالنظر إلى جودة الرسومات التي تقدمها اللعبة على كلتا النظارتين.

أما على صعيد الصوتيات، فقد نجحت اللعبة في خلق جو رعب متكامل؛ فالأجواء كئيبة ومظلمة، ومظاهر الموت والوحدة تملأ أرجاء السفينة. الأصوات البيئية مثل صرير الأنابيب، صدى الخطوات، وأصوات الوحوش في الممرات تزرع فيك شعور مستمر بالتهديد. أما التمثيل الصوتي، فهو من أبرز نقاط القوة في اللعبة؛ الأداء متقن وينقل القصة الغامضة ويعطي الحياة للشخصيات خصوصا وأن اغلب الحوارات تجري من دون تواصل مباشر بين الشخصيات.

المحتوى الجانبي

رغم أن اللعبة خطية بالكامل من حيث التقدّم في الأحداث، إلا أنّها لا تخلو من عناصر جانبية تُضيف قيمة اكبر للقصة، خصوصًا لمن يرغب في فهم القصة والماضي المظلم للشخصيات بشكل أوسع.

خلال استكشافك لأجزاء السفينة ستعثر على عدد من الأجهزة اللوحية (Tablets) التي تحتوي على مراسلات بين طاقم السفينة، تكشف تدريجيًا كيف بدأت الكارثة تتصاعد حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. إضافة إلى ذلك، هناك حواسيب تحتوي على رسائل بريد إلكتروني مرسلة بين افراد السفينة، تكشف عن تفاصيل خفية تتعلق بتجارب الوباء وأسرار مشروع Gaia.

كما يمكنك العثور على أجهزة تسجيل صوتية توثق لحظات الرعب الأخيرة لبعض أفراد الطاقم، وأجهزة أخرى مخصّصة لـ حفظ الملفات العصبية لمرتدي بدلات Gaia.

الأداء

تقدّم اللعبة أداءً مستقرًا بشكل عام طوال فترة اللعب، دون مشاكل كبيرة في معدل الإطارات أو التقطيع، حتى مع وجود مشاهد مليئة بالتفاصيل البصرية والإضاءة الديناميكية. ومع ذلك، لا تخلو التجربة من بعض الملاحظات التقنية التي تحتاج إلى معالجة مستقبلية.

إحدى أبرز هذه الملاحظات تتعلق بـ مشكلة العتاد الخاصة بأسلحة الـExotic، حيث يفقد اللاعب جزءًا من الذخيرة عند الانتقال بين المناطق، مما يؤثر على توازن القتال ويجعل إدارة الموارد أقل دقة. إضافةً إلى ذلك، تظهر أخطاء في عرض النصوص داخل بعض الحواسيب، إذ تختفي أحيانًا أجزاء من البريد الإلكتروني أو لا يمكن تمرير النص لقراءة محتواه بالكامل، وهو ما يقلل من متعة استكشاف تفاصيل القصة.

من ناحية أخرى، واجهتني مشكلة فيزيائية تتسبب في ان تعلق الشخصية خارج حدود البيئة، وكان الحل الوحيد هو اعادة الحفظ من اخر نقطة حفظ. أما بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي للأعداء، فهو من الامور التي تحتاج الى تحسينات. فمعظم الأعداء لا يشكّلون تهديدًا حقيقيًا نظرًا لوفرة العتاد وسهولة استغلال تصاميمهم. على سبيل المثال، الأعداء المغروسون في الجدران لا يهاجمون إلا ضمن مدى محدد، بينما الأعداء المتحرّكون غالبًا ما يكونون محصورين في منطقة ضيقة ولا يستطيعون ملاحقتك خارجها.

حتى الأعداء من البشر، الذين يُفترض أن يكونوا أكثر وعيًا، يعانون من سوء في الاستجابة، حيث يمكن أحيانًا الاقتراب منهم لمسافة قريبة دون أن يلاحظوا وجودك

 

* تمت مراجعة اللعبة على Meta Quest 3 بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.

الإيجابيات

السلبيات

التقييم النهائي

استطاع فريق Patient 8 Games أن يقدّم تجربة رعب فضائي متماسكة تجمع بين أسلوب لعب متوازن وتصميم بيئات يُظهر اهتمامًا واضحًا بأدق التفاصيل. ورغم وجود بعض المشاكل التقنية التي تحتاج إلى إصلاح، فإنها لا تؤثر بشكل جوهري على جودة التجربة العامة.

تشكل Memoreum انطلاقة قوية وتقديمًا مميزًا من أحد الاستوديوهات الجديدة التي نحتاجها فعلًا في الساحة استوديوهات تُقدّر اللاعب وتحرص على تقديم تجارب قصصية متكاملة تستحق وقتك بكل معنى الكلمة.

ويزداد هذا التقدير عندما نرى كيف نجح الفريق في لفت الأنظار في وقت بدأت فيه فرق التطوير الكبيرة بالعزوف عن الاستثمار في ألعاب الواقع الافتراضي، لتأتي Memoreum وتُثبت أن هذا المجال ما زال قادرًا على إبهارنا وتقديم تجارب تعلق في الذاكرة.

8.5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *