مراجعة Winter Burrow

المقدمة

تأتي لعبة البقاء وتجميع الموارد Winter Burrow من استوديو دنماركي صغير معروف باسم Pine Creek Games، وقد استغرق تطويرها 5 سنوات من عمل الفريق المتواصل بقيادة المطورة Belinda Diesslin وإنتاج Benjamin Salqvist، المدير التنفيذي والمخرج الإبداعي للاستوديو Pine Creek Games، الذي أحضر الرؤية الشاملة إلى هذه اللعبة. حيث يقول Salqvist إنه أخذ الإلهام من لعبة بقاء الزومبي Days to Die 7 التي قضى فيها ساعات كثيرة. وتُنقل رؤيته في اللعبة إحساس الهرب من البرد كأنه الهرب من الزومبي، وتمثل كيف أن حتى أصغر الكائنات تريد العيش وتسعى للبقاء بغض النظر عن حجمها ووقت حياتها القصير.

يزداد الإحساس بصغر حجم بطلنا بالزاوية الإيزومتريكية التي نراه فيها، حيث إن أصغر الحشرات قد تضاهيه حجماً وتشكل خطراً على حياته.

أسلوب الرسم وخطواتك الأولى في اللعبة

لعبة البقاء الجميلة ثنائية الأبعاد Winter Burrow من رسم وإخراج فني للفنانة Sonya Bird، التي زودت فن اللعبة بإحساس الدفء الذي يمنح أسلوب الرسم اليدوي فيها شعور أنك في فيلم من أفلام ويني الدبدوب القديمة أو السحر الخيالي المتواجد في فيلم Willy Wonka. حيث يمنح الشعور بالأمان، ويجذب أسلوب الفن النظر بالألوان الشتائية التي تتباين مع بعضها في عالم يتطلب من فأر صغير النجاة ضد كل المخاطر التي تقدمها الغابة، من صعوبة مقاومة البرد وتفادي الأعداء المتمثلين هنا بأنواع عديدة من الحشرات التي تبدو كبيرة لفأر صغير. ولكن ما يفقده بطلنا في الحجم يعوض عنه بالشجاعة والتدبير.

في حين أن أغلب ألعاب البقاء تبدأ من نقطة متشابهة، وكما وجدنا أنفسنا في لعبة Stardew Valley هاربين من قسوة الحياة اليومية تحت ضغوط الرأسمالية وغلاء المعيشة والرغبة بالعودة إلى حياة قد تبدو أسهل في البرية، إلا أن بطلنا هنا يعود إلى منزل عائلته السابق الآيل للسقوط بعد وفاة كل من والديه في المدينة بعد عملهم لفترة مضنية في المنجم، ويعمل لتعمير المنزل الوحيد الذي عرف الأمان به. فالبطل لا يجد النجاة في هذا العالم سهلاً كما كان يتذكره تحت ظل والديه.

تحتفل لعبة Winter Burrow بالصِلات العائلية، وتمركز مفهوم القرية في مساندة أعضائها لمواجهة مصاعب النجاة في البرية، كما نشهد ذلك في تفاعلاتنا مع حيوانات الغابة.

الشخصيات

نلتقي بمجموعة من سكان الغابة، ويعاني كل منهم من فقدان شخصٍ عزيز، الوحدة، أو الاستبعاد من المجتمع، وبتقدم الوقت نساعد كل منهم في جمع شملهم مع أحبائهم أو على الأقل القدرة على تخطي خسارتهم. وبدورهم يساعد جميع سكان الغابة بطلنا وعمته، وهي من أوائل الشخصيات التي نلتقي بها حين يزف بطلنا خبر وفاة والديه إليها وسبب عودته. ومع إرشاداتها يبدأ الجحر بالتحول إلى مسكن حقيقي.

يلتقي بطلنا في أحد رحلاته في الغابة بضفدع مفتقداً ابنه بعد خلاف وقع بينهما حول أسلوب حياتهم. وفي التجوال في الأجزاء الشمالية نجد سنجاباً قد تجاوز أيام ذروة شبابه وقد يكون فقد شيئاً من ذاكرته مع الوقت، لأنه يعاني من ضياع الكثير من أشيائه في أنحاء الغابة. وقد يكون هذا أسلوباً معتاداً للألعاب لتقديم مهمة البحث والإيجاد لإعطاء هدف لبطلنا، إلا أن Winter Burrow تعيد تقديم فكرة الفقدان، فقدان النفس والحنين إلى مجد الشباب مجدداً. نرى ذلك مجدداً في الشخصية ما قبل الأخيرة التي نلتقي بها، المعروفة بـ Moss، التي تُعلمنا أنها قد فقدت شخصاً عزيزاً عليها بعد أن ذهب ليستكشف الغابة ويتتبع الثعلب الأبيض المعروف بفرائه الناعم. تقضي Moss كثيراً من الوقت مرتبكة حول ما يجب أن تفعله، أو بالأحرى ما قد يفعله Pinesap (المفقود). نكتشف حقاً أن Moss كانت صديقة لعمتنا، شجاعة ومغامرة ولا تخاف من شيء، ويتجسد ذلك بصدمة عمتنا من معرفة حالتها الآن.

بالرغم من كون Moss من أكثر الشخصيات المحبوبة في هذه اللعبة في هذه النقطة، إلا أننا نلتقي بشخصية أخرى طريفة، وهو خلد كسول يسكن في الجنوب، يحكي لنا عن أمجاد أسلافه وابتكاراتهم وذكائهم، إلا أنه مفتقر إلى روح المغامرة والاستكشاف مع تقدمه عمراً، ولكنه يقفز إليها مجدداً بعد تذكيره بمتعة التجول واستكشاف الأرض كأسلافه. إنه احتفال جميل بإرث أجداده واستكشاف مثير لشخصية ثانوية.

الموسيقى

جميع التراكات الموسيقية الملحقة باللعبة تشد اللاعب إلى المشهد الذي تجسده، وفي كل مرة تسمع فيها الموسيقى، الشخصية لأحد كائنات الغابة صديقة بطلنا تعرف أنك في أمان. تتغير مشاعرك مع تغير المشهد أو بدء القتال أو وصولك إلى مكان جديد يحتوي على أسرار جديدة. تأتي هذه النوتات من Andreas Busk.

آليات البقاء

في محاولتنا لجمع الموارد لتعمير المنزل أو حياكة ملابس تقي من البرد القارس، نواجه الجو القاسي الذي قد يجعلك تفقد الوعي إذا بقيت فترة طويلة بعيداً عن مصادر الدفء. ولكن هذا لا يعني game over، بل تستيقظ في المنزل بأمان مجدداً، حيث تفقد ما جمعته من موارد في ذلك اليوم، ولكن تجدها في نفس الموقع الذي فقدت فيه الوعي.

القتال والأعداء

آليات القتال ليست بصعبة، بالعكس فهي متكررة وسهلة، ولكن ذلك يجعل القتال في هذه اللعبة من أكثر الأجزاء المملة، لأنها تفتقر إلى التنوع غالباً، ولأن أغلب القتالات طويلة وتعتمد على أسلوب الكر والفر، الذي يكون مُكافئاً في ألعاب أخرى، خصوصاً عندما تكون الموارد المستلمة من القتال مناسبة لكمية الوقت المصروف لتحصيلها، أو أن تكون مجموعات الحركات متنوعة. التباين في طريقة القتال، كتغيير الأسلوب المتبع في قتل الأعداء، قد يحسن التجربة بشكل إيجابي هنا.

* تمت مراجعة اللعبة على PC بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.