مراجعة The Lonesome Guild

المقدمة

The Lonesome Guild هي لعبة آكشن تقمص أدوار (Action RPG) من تطوير الاستوديو الإيطالي الصغير والطموح المعروف بالعابه السابقة باسلوب متميز وفريد من الناحية الفنية والأمر لم بتغير في لعبتهم الجديدةTiny Ball Studio.

تتمحور قصتها حول مجموعة من الأشخاص ينطلقون في رحلة للتخلّص من الوحدة التي أفسدت عالمهم، في مغامرة تجمع بين الحزن والأمل. أرى أن هذه اللعبة ستكون خطوة مهمة تضع الاستوديو على الخريطة بين استوديوهات الألعاب المستقلة وتُظهر شغفهم الحقيقي بصناعة الألعاب.

القصة

في عالم يُدعى (Etere)، أدّى فشل طقس سماوي يُعرف باسم الصعود (Ascension) إلى انتشار ضبابٍ قرمزي غامض غطّى أرجاء العالم، جالبًا معه الفوضى والفساد إلى قلوب المخلوقات. وفي خضمّ ذلك، سقط كيان غامض على هيئة شبح من السماء، لا يملك أي ذكرى عن ماضيه. يلتقي هذا الشبح بعالِم ومخترع يُدعى دافنشي (Davinci)، ليبدآ معًا رحلة طويلة يتعرّفان خلالها على رفاقٍ آخرين يشاطرونهما الهدف ذاته: تطهير قلوب المختارين الذين أصابهم هذا المرض الغامض، وجعلهم أكثر خطورة على من حولهم، حتى إنّ بعضهم ارتكب أفعالًا ألحقت الأذى بالمخلوقات من نفس صنفهم.

يمتلك الشبح قدرة فريدة تمكّنه من الدخول إلى داخل هؤلاء المختارين والتحدث إليهم من أعماق قلوبهم، لامتصاص وحدتهم وألمهم وإعادتهم إلى ذاتهم الحقيقية.

إنها حكاية عن الصداقة، والمغفرة، وكيفية مواجهة الماضي الذي يظلّ يطاردك مهما حاولت الهروب منه.

أسلوب اللعب

تقدم The Lonesome Guild أسلوب لعب يُترجم فكرتها وقصتها بشكل متكامل ومدروس، إذ لا يقتصر التقدّم على جمع نقاط المهارة فحسب، بل يعتمد أيضًا على قوة العلاقة بين الشبح وكل شخصية من أعضاء الفريق. فكلما تعمّقت العلاقة، انفتحت أمامك قدرات جديدة، ما يجعل التواصل والتفاعل بين الشخصيات جزءًا جوهريًا من نظام التقدّم وليس مجرد عنصر جانبي.

تحصل على نقاط العلاقة بعدّة طرق، سواء بإكمال المهام الجانبية والرئيسية، أو من خلال تقديم الهدايا التي تجمعها أثناء اللعب. بعض هذه الهدايا تكون مخصصة لشخصيات بعينها وتتوافق مع اهتماماتها، بينما أخرى عامة يمكن أن تُمنح لأي شخصية. تؤدي هذه الهدايا إما إلى رفع مستوى الصداقة بين الشبح والشخصية أو إلى تحسين إحصائياتها مثل الصحة، الدفاع، القوة، أو الضرر الحرج.

تُقسَّم علاقات الشخصيات إلى مستويات تبدأ من المعرفة البسيطة وتنتهي بالصداقة العميقة، وكل مستوى يفتح مهارات وقدرات جديدة. تُنبّهك اللعبة عند الوصول إلى مستوى صداقة جديد، ويمكنك تطوير المهارات في أي وقت من القائمة الرئيسية، بينما تطوير العلاقات يتطلّب التوجّه إلى أحد المخيمات. وهنا يبرز جانب مميز: المخيمات ليست فقط مكانًا لاستعادة الصحة، بل مساحة حقيقية لتطوير القصة والعلاقات. فيها، ستسمع حوارات مكتوبة بعناية بين الشخصيات حول الأحداث الجارية، تتخللها خيارات حوارية قد لا تغيّر مسار القصة، لكنها تؤثّر على ميولك وعلاقاتك.

اختيارك لجانب معين في النقاش يمنح نقاط صداقة لمجموعة من الشخصيات على حساب أخرى.. ليس بشكل عشوائي، بل حسب منطق الموقف والأخلاق وراءه. ومع الوقت، تبدأ بفهم شخصية كل فرد في الفريق، ما يساعدك في تحديد الخيارات التي تقرّبك منهم أكثر.

أما نظام القتال، فهو ديناميكي ويمنح حرية تبديل التحكم بين الشخصيات أثناء المعركة، حيث يستطيع الشبح الاندماج في أي شخصية لتفعيل قدراتها الجسدية والسحرية الفريدة. لكل شخصية مكانان للقدرات الفعّالة من أصل أربع يمكنك فتحها، وهو قرار تصميمي قد يزعج بعض اللاعبين الذين يرغبون بحرية أكبر، خاصة أن أزرار التحكم الإضافية مثل R1 وL1 لم تُستغل إطلاقاً. ومع ذلك، يخلق هذا التقييد توازنًا أفضل ويمنع القتال من أن يصبح سهلًا أو فوضويًا أكثر من اللازم.

كل شخصية تمتلك أيضًا قدرة دعم جماعية، مثل استعادة الصحة أو منح درع يمتص الضرر بدلًا من نقاط الحياة، مما يعزّز أهمية التنسيق بين أعضاء الفريق. وفي لحظات معينة أثناء المعركة، يمكن لأي شخصية أن تدخل حالة Emblazing، وهي وضعية خاصة تمنحها هجومًا قويًا يخترق دفاعات الأعداء، وتزيد من سرعة شحن عداد الشبح الذي يتيح تنفيذ الهجوم الخارق القادر على القضاء على المجموعات الصغيرة من الأعداء بلمح البصر.

توفر اللعبة ما يصل إلى ست شخصيات قابلة للعب، كل واحدة منها تمتلك أسلوب قتال فريداً مثل دافنشي المخترع الذي يمكنه زرع أبراج رشاشة أرضية، أو تشاسكا المحاربة التي تعتمد على القوة والاشتباك المباشر. يمكنك تشكيل فريق مكون من ثلاث شخصيات فقط في المعارك، لكن حتى الشخصيات التي تبقى خارج الفريق تحصل على الخبرة ونقاط المهارة والترابط، مما يشجع على التبديل بينهم باستمرار. بفضل هذا النظام، تنجح The Lonesome Guild في دمج العلاقات بين الشخصيات والجانب القتالي في تجربة واحدة متماسكة، تجعل التقدّم في اللعبة ليس مجرد رفع مستوى أو زيادة احصائيات، بل رحلة في فهم الشخصيات وتقوية الروابط بينهم.

تصميم العالم

تقدم The Lonesome Guild تصميم عالم ينبض بالحياة ، حيث تعكس البيئات توجهًا فنيًا واضحًا يعتمد على استخدام مذهل للألوان ليجعل كل منطقة تروي قصتها الخاصة. تشعر أن العالم من حولك يتفاعل معك.. من تطاير الغبار وأوراق الأشجار، إلى تساقط الثلوج. الكاميرا في اللعبة ديناميكية ، تتحرك بطريقة ذكية تبرز المشهد.

العالم في اللعبة ليس مجرد مساحة للاستكشاف، بل وسيلة لسرد القصة. ستتعرف على تفاصيل الأحداث من خلال قراءة المخطوطات القديمة، وملاحظة الرسومات والنقوش على الجدران، واستكشاف الذكريات التي تُظهر لحظات ماضية ساهمت في تشكيل شخصيات الأبطال أو خصومهم الحاليين. هذه العناصر السردية الموزعة في البيئات تمنح اللاعب شعورًا بالترابط بين القصة والعالم، وتجعله جزءًا من عملية اكتشاف القصة.

تم تقسيم العالم إلى مناطق مترابطة يمكن التنقل بينها عبر المخيمات، وكل منطقة تمتلك طابعًا فنيًا وبيئيًا يعكس طبيعة سكانها وثقافتهم. فهناك مناطق يغلب عليها الطابع الصناعي البارد، وأخرى تنبض بالحياة والطبيعة، ما يمنح كل منطقة مكانة خاصة وشعورًا مختلفًا عند زيارتها.

اللعبة تتضمن أيضًا ألغازًا متنوعة في الصعوبة تستفيد بذكاء من ميكانيكية تعدد الشخصيات، حيث يمكنك إصدار أوامر لأعضاء الفريق بالتوقف أو اتباعك لحل بعض التحديات البيئية، إضافةً إلى الألغاز التي تتطلب استخدام قدرات الشبح لكشف الممرات والأماكن المخفية. أما الخريطة، فهي محدودة وموجودة في نقاط معينة فقط، ولا يمكن فتحها في أي وقت، مما يدفعك إلى الاعتماد على الاستكشاف والملاحظة.

المحتوى الجانبي

قدمت The Lonesome Guild محتوى جانبيًا غنيًا من حيث العدد، إذ تحتوي اللعبة على 44 مهمة جانبية. معظم هذه المهمات بسيطة في فكرتها ولا تحمل قصصًا معقدة، فهي تتركز على جمع عناصر معينة او أو مساعدة شخصيات فرعية ضمن المناطق المختلفة.

أما المهمات الخاصة بالأبطال الستة، فهي تُعد من أبرز وأقوى عناصر المحتوى الجانبي، إذ تأتي بمستوى سردي أعلى بكثير من المهمات الاعتيادية. اضافة الى المهمات الاعتيادية يوجد ايضا مهمة تتعلق بايجاد مجموعة من الاشباح الضائعة وارشادها الى مكان معين

الجانب التقني

خلال تجربتي التي تجاوزت 20 ساعة في لعب The Lonesome Guild، يمكن القول إن الأداء التقني كان مستقراً. لم أواجه أي مشاكل بارزة أو أخطاء تؤثر على سير اللعب أو الحفظ، باستثناء مشكلة فقط حدثت مرة واحدة طوال التجربة، تمثّلت في هبوط مفاجئ ودائم في معدل الإطارات إلى منتصف الأربعينات

* تمت مراجعة اللعبة على PC بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.