المقدمة
باتلفيلد 6، هي لعبة من منظور الشخص الأول (شوتر) من EA بتجربة شبه خطية، تأتينا بتحديثات لم نشهدها في الأجزاء السابقة من سلسلة باتلفيلد، التي تُعد أحد العناوين البارزة في تاريخ صناعة الألعاب.
تنقلت السلسلة بين الحروب العالمية والحديثة محافظةً على هويتها في تقديم تجربة فريدة من نوعها في هذا التصنيف.
القصة
تبدأ القصة في جورجيا التي انسحبت مؤخراً من حلف الناتو وانضمت إلى حلف جديد اسمه باكس أرمادا. كان حلف الناتو يحاول إخلاء آخر قاعدة له في جورجيا، وهي قاعدة أمريكية خلال اتفاق مسبق مع جورجيا، ولكن لم يعلم تحالف باكس أرمادا بالاتفاق!
فبادر تحالف باكس أرمادا بالقصف العنيف على القاعدة قبل الموعد المحدد لتسليمها، وهنا يأتي دور فريق ديلان مورفي في محاولة حماية السيرفرات الرئيسية، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، ولم يتبقَّ لهم خيار سوى تدمير السيرفرات.
وعند محاولة الفريق إخلاء المنطقة، وأثناء إقلاعهم، تعرضت المروحية للإسقاط بواسطة طائرة مقاتلة تابعة للعدو، وبعد سقوط طائرتهم، طوقت قوات باكس أرمادا المكان من حولهم.
ما هي إلا رؤوس أقلام من أحداث قد بدأت لتوّها، حيث إن مسار القصة مليء ومنتعش بالأحداث المثيرة التي تجمع ما بين الغموض، والأكشن، والتخفي، وصراعات عدة على جبهات ومعارك طاحنة مع قليل من الحروب الاستخباراتية.
أسلوب اللعب والمراحل
تحظى اللعبة بخيارات متعددة بين استخدام الأسلحة الثقيلة والمركبات وأسلحة القنص الفتاكة، يليها الدرونز والقنابل والصواريخ الباليستية، وإدارة العمليات الميدانية بشكل يدوي، حيث يمكن دائماً إعطاء الأوامر بتحركات الجنود وتنفيذ الهجمات بما يتناسب مع ظروف المكان والزمان.
أسلوب اللعب هنا متعدد ومتغير في كل مرحلة عن التي تسبقها، فلم يقتصر ذلك على الأسلحة فقط، بل شمل تصميم المراحل التي تغمرك بأجواء الحرب مع تركيزها على التفاصيل والرسوم المبهرة، بجانب توفر إعدادات أكبر وخيارات صعوبة تساعد على انغماسك في أجواء باتلفيلد.
طور اللعب الجماعي
طور اللعب الجماعي في Battlefield 6 يمثل عودة قوية للسلسلة، ويمكن ملاحظة ذلك من الشعبية الكبيرة التي حققها الإصدار التجريبي (البيتا)، حيث أظهر اللاعبون حماسًا واضحًا لرؤية اللعبة تعود إلى جذورها وإلى ما جعل Battlefield مميزة في الأساس. الجزء الجديد أعاد معه نظام الفئات (Class System) الذي تم التخلي عنه في Battlefield 2042، وهو القرار الذي تسبب آنذاك في انتقادات حادة من اللاعبين منذ لحظة الإطلاق.
الآن، ومع عودة هذا النظام المحبوب، أصبح لكل فئة دور محدد ومهارات خاصة لا يمكن لباقي الفئات القيام بها، مما أضاف عمقًا وتوازنًا حقيقيًا في أسلوب اللعب.. المواجهات النارية (Gunfights) أصبحت أكثر إتقانًا ومتعة من أي وقت مضى، مع نظام تخصيص للأسلحة أكثر تعقيدًا ومرونة، كما أن المركبات عادت لتلعب دورًا محوريًا في سير المعركة وتشعر بوزنها وتأثيرها الحقيقي في أرض القتال.
اللعبة صدرت مع تسع خرائط متنوعة، جميعها مصممة بعناية، وتضم بعض الخرائط الأسطورية العائدة مثل Operation Firestorm من Battlefield 3. هذا التنوع يضمن تجربة تلائم جميع أنماط اللاعبين، سواء كانوا يفضلون المعارك الواسعة الضخمة أو الاشتباكات القريبة والمكثفة. وكما هو الحال دائمًا، لا يمكن أن تُذكر Battlefield دون الحديث عن التدمير ، الذي يذكر بعظمة اجزاء مثل Battlefield 4.
نظام التدمير في هذا الإصدار هو الأفضل في تاريخ السلسلة حتى الآن، إذ يمكنه بالفعل تغيير مجرى المعركة بالكامل بشكل يجعل كل مواجهة غير متوقعة.
أما نظام Portal، الذي قُدّم لأول مرة في Battlefield 2042، فقد حصل على تحسينات ضخمة. فبدلًا من انتظار المطورين لإضافة خرائط جديدة، أصبح بإمكان اللاعبين تصميم خرائطهم الخاصة بحرية، وشهدنا بالفعل ابتكارات مذهلة خلال فترة قصيرة، مثل خرائط Shipment و Rust المستوحاة من Call of Duty، والأجمل من ذلك أنك تستطيع الاستمرار بتقدمك (Progression) أثناء اللعب في طور Portal دون أي قيود.
اللعبة تعود لتضم الأطوار الشهيرة التي صنعت هوية Battlefield، وعلى رأسها طور Conquest وطور Rush، وهما الركيزتان الأساسيتان اللتان تُظهران فلسفة اللعبة في المعارك الواسعة والعمليات التكتيكية الممتدة. بالإضافة إلى ذلك، تتواجد أطوار أخرى معروفة لدى عشاق السلسلة مثل Domination وKing of the Hill لمحبي السيطرة السريعة على النقاط، إلى جانب أطوار مصممة لعشاق القتال المباشر والسريع مثل Team Deathmatch، التي تتيح معارك محتدمة بلا توقف.
أحد أهم التغييرات في هذا الجزء هو تعديل عدد اللاعبين. فبعد أن فرض الجزء السابق نظام 128 لاعبًا، الذي لم يكن متناسقًا لا مع حجم الخرائط ولا مع توزيع النقاط في طور الاحتلال (Conquest)، قرر فريق التطوير العودة إلى النظام الكلاسيكي المكون من 64 لاعبًا، وهو القرار الذي أعاد التوازن لطبيعة المعارك.
تجربة اللعب الجماعي عمومًا رهيبة ومليئة بالأكشن، لكن هناك نقطتان فقط يمكن اعتبارهما سلبيتين حاليًا:
1. أحيانًا قد تواجه وجود بوتات (Bots) في بعض المباريات قبل امتلاء السيرفر بالكامل باللاعبين الحقيقيين، وهو أمر يأمل اللاعبون أن يتم حله سريعًا، خصوصًا أن اللعبة تشهد حاليًا إقبالًا ضخمًا وعدد لاعبين كافٍ لملء أي سيرفر بسهولة.
2. حتى الآن لا توجد خرائط مخصصة للمعارك البحرية، رغم أن القتال البري والجوي حاضر بقوة. يأمل المجتمع أن يتم إضافة خريطة بحرية مستقبلًا تتيح التنقل والقتال في السفن والزوارق كما في أجزاء Battlefield السابقة.
الأصوات والأداء التقني
نلاحظ تركيزهم الكبير على صقل اللعبة بشكل صحيح، ومن خلال تجربتنا للعبة، رأينا إنجازاً تقنياً متقناً، حيث تم استغلال موارد الجهاز بالشكل المطلوب.
إلا أن اللعبة لم تخلُ من المشاكل كلياً، فقد لاحظنا مشكلة في الذكاء الاصطناعي للحلفاء والأعداء، حيث يوجد تذبذب ملحوظ في مستوى استجابة الذكاء الاصطناعي للمواقف في معظم الأحيان.
مع ذلك، فإن مستوى المؤثرات الصوتية لعب دوراً مهماً في التجربة،زفاللعبة تمتلك صوتيات مذهلة في أصوات الأسلحة والمركبات، مما يخلق جواً أكثر تناغماً في الجانب الصوتي للعبة.
* تمت مراجعة اللعبة على Xbox Series S & PC.
الإيجابيات
- التركيز على جودة القصة على عكس أجزاء باتلفيلد السابقة.
- تنوع العتاد والأسلحة.
- رسوميات مبهرة بصرياً.
- تصميم مراحل وعالم ممتاز.
السلبيات
- خلل في الذكاء الاصطناعي في استجابة الأعداء والحلفاء للمواقف.
- أحيانًا قد تواجه وجود بوتات (Bots) في بعض المباريات قبل امتلاء السيرفر بالكامل باللاعبين الحقيقيين.
قصة Battlefield 6 قدمت جانباً تنافسياً يجمع بين الأحداث الشيقة والرسوم المبهرة بصرياً، بجانب تنوع العتاد والأسلحة المختلفة، والأصوات المتقنة، مما يجعلك منغمساً في أجواء الحرب.
كما تدعم اللعبة اللغة العربية في القوائم والنصوص.