المقدمة
منذ نجاح سلسلة The House of Da Vinci، أثبتت استوديوهات Blue Brain Games أنها ما زالت تعطي اهتمامًا كبيرًا لألعاب الألغاز بنظام التأشير والنقر (Point & Click). هذه المرة يعود الفريق بلعبة جديدة تحمل إرث السلسلة السابقة ولكن مع لمسة مختلفة: The House of Tesla. لعبة تأخذك في رحلة داخل عقل وأعمال أحد أعظم المخترعين في التاريخ: نيكولا تسلا.
القصة والأجواء
تبدأ القصة بحادث غامض يفقد فيه تسلا جزءًا من ذاكرته، لتصبح ضبابية ومشوشة. ينطلق اللاعب من مكتب قديم في الطابق العلوي، حيث يعثر على جهاز غير مكتمل يُدعى النموذج الأولي، يتيح رؤية تدفق الكهرباء عبر المكان. هذا الجهاز يشكّل العمود الفقري للتجربة، حيث يتوجب عليك استخدامه لتوصيل العقد الكهربائية وتشغيل الأجهزة أو فتح الممرات.
مع تقدمك، تجمع أوراقًا وملاحظات تقودك لاكتشاف تفاعل تسلا معها من خلال كتاب تحصل عليه منذ بداية اللعبة. السرد يسلّط الضوء ليس فقط على مشاريعه الثورية في مجال نقل الطاقة لاسلكيًا والاتصالات الراديوية، بل أيضًا على معاناته لإيجاد مستثمرين يمولون أفكاره، بالإضافة إلى بعض اللمحات من حياته العائلية.
المشاهد التي تعود بك الى الماضي(الفلاش باك) تُعرض في مقاطع سينمائية قصيرة، لكنها لم تكن بالمستوى المتوقع، إذ ظهرت كصور متحركة بسيطة لا تضاهي جودة باقي عناصر اللعبة.
أسلوب اللعب
اللعبة تقدّم نفسها ببساطة في البداية: استكشاف، بحث عن أدوات، وحل ألغاز. ستعثر على مفاتيح وأغراض متنوعة يمكن استخدامها بشكل مباشر أو دمجها مع عناصر أخرى داخل حقيبة الجرد (Inventory) للحصول على أدوات جديدة مكتملة.
الألغاز متنوعة بين ميكانيكية وبصرية، ويعتمد العديد منها على ملاحظة البيئة بعناية. أحيانًا ستحتاج إلى دمج قطعتين معًا، وأحيانًا أخرى ستستخدم التلميحات المخبأة في المكان.
نظام التلميحات هنا ذكي ومتدرّج: التلميح الأول يوجّهك نحو الجزء الذي يستحق الانتباه، وإذا لم تتمكن من الحل يمكنك الانتظار قليلًا للحصول على تلميحات إضافية، وصولًا إلى التلميح الأخير الذي يكشف الحل بالكامل.
رغم ذلك، أحد أكبر السلبيات هو أن اللعبة لا توضّح بوضوح العناصر القابلة للتفاعل، مما يضطر اللاعب إلى تحريك المؤشر باستمرار لرؤية إن كان سيتغير شكله أم لا، وهذا قد يكون مزعجًا للبعض.
* تمت مراجعة اللعبة على PC بنسخة مراجعة مقدمة من الناشر.
الإيجابيات
- أجواء ممتعة ومميزة تعكس طابع تسلا وأفكاره الثورية.
- تنوع جيد في الألغاز بين الميكانيكية والبصرية.
- نظام تلميحات فعّال ومتدرج.
- إمكانية دمج العناصر للحصول على أدوات جديدة تضيف عمقًا للتجربة.
- استمرار الروح التي تميز سلسلة The House of Da Vinci.
السلبيات
- مشاهد الفلاش باك السينمائية جاءت بجودة ضعيفة مقارنة بباقي اللعبة.
- صعوبة معرفة العناصر القابلة للتفاعل دون تحريك المؤشر يدوياّ.
- بعض الألغاز قد تتطلب دقة مفرطة تجعل التقدم محبطاً أحياناً.
The House of Tesla ليست مجرد لعبة ألغاز، بل رحلة داخل عقل نيكولا تسلا وأحلامه ومشاريعه التي سبقت عصرها. ورغم بعض العيوب في طريقة عرض المشاهد أو وضوح التفاعل مع البيئة، فإن التجربة العامة تبقى ممتعة وغنية بالتفاصيل. إذا كنت من محبي ألعاب الألغاز الكلاسيكية بنظام التأشير والنقر، أو من المهتمين بتاريخ أحد أعظم المخترعين، فهذه اللعبة خيار يستحق التجربة.